آخر الاخبار

1 2021/07/29
الأمين العام لمنظمة أوابك علي سبت بن سبت : البلاستيك يلعب دوراً هاماً في تنمية الاقتصاد العالمي

الأمين العام لمنظمة أوابك علي سبت بن سبت
البلاستيك يلعب دوراً هاماً في تنمية الاقتصاد العالمي

ذكر الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، السيد علي سبت بن سبت، بأن البلاستيك يلعب دوراً هاماً في تنمية الاقتصاد العالمي، حيث دخلت المنتجات البلاستيكية في شتى مناحي الحياة المعاصرة، وفي كافة القطاعات الصناعية، والطبية، والدوائية، والزراعية، والنقل، وفي تصنيع مستلزمات إنتاج الطاقات المتجددة.  وأوضح بأنه على الرغم من مميزات، وفوائد البلاستيك إلا أن عدم استغلاله بالشكل الأمثل أدى إلى حدوث مشكلات بيئية خطيرة.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح ندوة أوابك حول (إعادة تدوير النفايات البلاستيكية ومفهوم الاقتصاد التدويري) والتي عقدت يوم الأربعاء  28 يوليو 2021 ( عبر تقنية الاتصال المرئي). بمشاركة مجموعة من الخبراء والمختصين من الدول الأعضاء منظمة أوابك، ومن معهد الكويت للأبحاث العلمية، والإتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات، ومركز الحد من المخاطر والدراسات والبحوث البيئية بجامعة القاهرة، ومركز تكنولوجيا البلاستيك بجمهورية مصر العربية.

وأضاف الأمين العام، بأنه ولتخفيف الأضرار المحتملة من سوء إدارة النفايات البلاستيكية اتجه العالم إلى تبني مفهوم الاقتصاد التدويري الذي لا ينتج عنه نفايات نهائية إلا بحدود ضيقة جدا، ويضع حسابات العائد الاقتصادي بجانب الفوائد البيئية، وذلك بهدف تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة. كما أكد على الدور الهام لإقرار التشريعات والقوانين في الدول والتي من شانها تفعيل منظومة إدارة النفايات البلاستيكية.

وأشار الأمين العام، بأن هناك ضرورة لبذل المزيد من الجهود للحد من انتشار النفايات البلاستيكية نظراً لما تحدثه من أضرار جسيمة على البيئة، والعمل على إيجاد الحلول، والطرق والتقنيات المبتكرة لإعادة تدوير هذه النفايات. مع التأكيد على أهمية الاستفادة من الخبرات والمبادرات المتبعة في العديد من دول العالم، وزيادة مستوى الوعي العام بثقافة وأهمية تقنيات إعادة التدوير ودورها في المحافظة على الموارد الطبيعية ودعم الاقتصاد الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة تهدف إلى إلقاء الضوء على بعض المشكلات البيئية التي تواجهها الدول  العربية بشكل خاص ودول العالم بشكل عام نتيجة التقدم الصناعي،  كما تهدف إلى تبادل الخبرات والآراء حول الحلول التقنية المحتملة الممكنة لتلك المشكلات،وطرح الأفكار التي من شأنها المساهمة في تحسين وحماية البيئة من التلوث، فضلاً عن تقييم الفرص الاستثمارية الواعدة في الدول الأعضاء  نحو إقامة عدد من الصناعات التي تسهم بشكل مباشر في تنويع اقتصاداتها ، وتوفير فرص العمل مباشرة وغير مباشرة .

تضمنت الندوة والتي تولى إدارتها المهندس عماد مكي، المشرف على إدارة الشؤون الفنية بمنظمة أوابك، عرض 6 أوراق علمية من خلال جلستين، الأولى بعنوان مفهوم النفايات البلاستيكية والاقتصاد التدويري، وتقنيات إعادة التدوير، بينما الجلسة الثانية بعنوان دور البحث والتطوير ومبادرات الدول الأعضاء. وشملت الندوة المحاور الرئيسية التالية: تقنيات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية الحديثة، كإعادة التدوير، وإنتاج الطاقة، وابتكار بدائل لبعض المنتجات البلاستيكية مثل البلاستيك القابل للتحلل بيولوجياً. والنفايات البلاستيكية، والأثار البيئية. ومبادرات الدول العربية في مجال إعادة تدوير النفايات البلاستيكية.

من جهته أشار د. ياسر بغدادي، خبير صناعات نفطية بمنظمة أوابك، بأن إنتاج العالم من البلاستيك الحراري بلغ نحو 367 مليون طن سنوياً، وان الإنتاج التراكمي للبلاستيك بلغ نحو 8 مليار طن منذ بدء إنتاجه في عام 1950، ومن المتوقع مضاعفة إنتاج البلاستيك الحراري إلى نحو 580 مليون طن بحلول عام 2050، مقارنة بنحو 290 مليون طن عام 2010.

كما أشار إلى أهم الطرق المستخدمة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، مثل الطريق الميكانيكية، والطريق الكيميائية، مشيراً إلى أن طرق التدوير الميكانيكي يتم من خلالها إنتاج مواد بلاستيكية ذات جودة منخفضة في كثير من الأحوال مما يمثل هدراً للقيمة المضافة.  بينما يمكن عن طريق تقنيات اعادة التدوير الكيميائي إنتاج منتجات ذات جودة تماثل تلك التي يمكن الحصول عليها باستخدام المواد الخام الأولية الجديدة، مثل النافثا. كما أشار إلى تبني دول الاتحاد الأوروبي تنفيذ مفهوم منظومة الاقتصاد التدويري للوصول إلى خفض نسب ردم النفايات البلاستيكية إلى الصفر، هذا وقد نجحت في تحقيق هذا الهدف مبكراً كل من التشيك، واسبانيا، وهولندا، والمانيا، بينما تقترب كل من السويد، وفنلندا، والنرويج من تحقيقه.

وأوضح د. ياسربغدادي، بان حجم النفايات البلاستيكية في الدول العربية يصل إلى أكثر من 20 مليون طن سنوياً وهو ما يعد سوق إقليمية واعدة لبناء وتنمية مشروعات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية ، كما أشار إلى بعض المبادرات الواعدة التي تتبناها المملكة العربية السعودية في تنفيذ مفهوم الاقتصاد التدويري للنفايات البلاستكية من خلال التعاون والتخطيط لإنشاء وحدة على النطاق التجاري  لتدوير النفايات البلاستيكية بالطرق الكيميائية وتشغيلها بنهاية عام 2022، بين شركة سابك، وإحدى الشركات الهولندية في مجال التدوير الكيميائي. فضلاً عن تعاونها مع كل من شركة بروكتر أند جامبل، ومعهد معهد فراونهوفر، لإنشاء وحدة تجربيه لإعادة تدوير أقنعة الوجه من مادة البولي بروبيلين، وتحويلة إلى زيت الانحلال ثم معالجته بواسطة شركة سابك لإنتاج مادة البولي بروبيلين المعاد تدويره.

من جانبها استعرضت السيدة أصيل البسام، أخصائي أبحاث بالاتحاد الخليجي للكيماويات والبتروكيماويات (جيبيكا)، موضوع النفايات البلاستيكية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأثر الاجتماعي والاقتصادي للنفايات البلاستيكية، كما أعطت رؤية مستقبلية لفوائد الاقتصاد التدويري للنفايات البلاستيكية.

كما تناول د. أحمد عبد القادر، رئيس مركز تكنولوجيا البلاستيك التابع لوزارة الصناعة في جمهورية مصر العربية، موضوع تأثير مخلفات المُنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام على البيئة وصحة الإنسان ومجهودات تطوير بدائل متعددة الاستخدام وصديقة للبيئة، مع الإشارة إلى أهمية دراسة دورة الحياة لتلك البدائل. وعرض أهم التحديات أمام صناعة إعادة التدوير كأحد وسائل التخلص من المخلفات البلاستيكية وسبل تعزيز هذا النهج مع عرض لبعض ما يتم من أنشطة على المستوى الدولي للحد من استخدام المُنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام وما آلت إليه تلك الجهود.

 من جانبها أشارت أ.د. فاطمة عاشور، مديرة مركز الحد من المخاطر والدراسات والبحوث البيئية بجامعة القاهرة، إلى المخاطر البيئية الناتجة عن إلقاء المخلفات البلاستيكية دون معالجة، وأهمية التخلص منها بشكل سليم وإعادة تدويرها لتعظيم الاستفادة منها.. وأشارت إلى مبادرة جمهورية مصر العربية لتحقيق ذلك من خلال قيام وزارة البيئة المصرية بعديد من الأنشطة تمثلت في توقيع اتفاقية " شركاء العمل البيئي" ممثلاً في تحالف 8 من كبرى الشركات العاملة في عدد من المنتجات التي تستخدم العبوات البلاستيكية أحادية الاستخدام طواعيةً لدعم العمل البيئي بالتخلص الأمن من المنتجات البلاستيكية بإعادة التدوير وتحمل مسؤوليتها الممتدة لحماية البيئية وتحقيق التنمية المستدامة.

وأشارت أ.د. فاطمة عاشور إلى عدد من المبادرات الشبابية للتخلص من النفايات البلاستيكية مثل مبادرة " NileVery "، التي تهدف على تنظيف نهر النيل من المخلفات الصلبة وانقاذ مياهه من التلوث. وأوضحت في ختام ورقتها إلى أنه يجب ان تسعى الدول العربية إلى إرساء ثقافة أن العمل البيئي هو عمل تشاركي بين الجميع على حد سواء، يشمل تضافر جهود الإعلام والقطاع الخاص وتوفير فرص عمل في هذا القطاع الواعد، للحفاظ على الموارد الطبيعية والعمل على تحقيق الاستخدام الأمثل منها دون إهدار أو استنزاف لها لأنها حق للأجيال القادمة.

واستعرض د. سلطان السالم، الباحث العلمي بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، أهم المشاريع  التي تنفذها دولة الكويت والممولة من عدد من شركاء النجاح لمعهد الكويت للأبحاث العلمية والتي انتهت بنتائج فنية ذات قيمة سوقية عالية تعني بتقنيات مبتكرة ومطورة وحاصلة على عدد من براءات الاختراع في مجال إعادة التدوير الكيميائي  للنفايات البلاستيكية لإنتاج الوقود المتجدد المضاهي للديزل ، والذي  من شأنه أن يعود بشكل مستدام على اقتصاديات دولة الكويت والذي يمكنه أن يكون بوابة للاقتصاد الدائري المتجدد بها .

 كما قدم المهندس إبراهيم جيلاني من الشركة الوطنية الجزائرية لتسويق وتوزيع المواد البترولية (نفطال)، ورقة فنية أشار فيها إلى إمكانية  الاستفادة من النفايات البلاستيكية المتوفرة بكثرة عن طريق استخدامها بشكل مبتكر في بناء ارصفة للمشاة، وتشييد قواعد مواقف السيارات.  مما يسهم في خفض استهلاك الموارد الطبيعية من الوقود الأحفوري اللازم لإنتاج البلاستيك بأنواعه ويساعد أيضاً على تطوير الاقتصاد الدائري.

وقد خرجت الندوة بمجموعة من الاستنتاجات والتوصيات من أبرزها:

  • التحول نحو مفهوم نظام الاقتصاد التدويري لمعالجة النفايات البلاستيكية، بدلاً من مفهوم الاقتصاد الخطي.
  • تفعيل الأنظمة المتطورة لإدارة النفايات البلاستيكية. والاستفادة من الخبرات والمبادرات السابقة في مجال الحد من النفايات التي تتبعها عدد من دول العالم، وتحديد المجالات التي تتطلب زيادة الجهود.
  • ضرورة توجيه أنشطة البحث العلمي لإعداد تصميمات أفضل للمنتجات البلاستيكية بهدف زيادة عدد مرات إعادة الاستخدام والتدوير، وزيادة المتانة أو الصلابة.
  • الدعوة لإقرار التشريعات والقوانين ذات الصلة بإعادة تدوير النفايات البلاستيكية ووضع أهداف خاصة للتعامل، والتخلص الاَمن من النفايات البلاستيكية.
  • إنتاج منتجات بلاستيكية ذات خصائص التحلل الذاتي، وغيرها من التدابير الممكنة.
  • تشجيع الاستثمار لتنمية مشروعات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، وانتاج الطاقة منها.
  •  البحث عن حلول غير تقليدية للاستفادة من النفايات البلاستيكية في مصافي النفط ومجمعات البتروكيماويات.
  • تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية المساهمة في التخلص الاَمن من النفايات البلاستيكية والحد من مخاطرها.